كلامهم نور وأمرهم رشد ووصيتهم التقوى وفعلهم الخير ، وعادتهم الاحسان ، وسجيتهم الكرم ، وشأنهم الحق ، والصدق ، والرفق ، وقولهم حكم وحتم ، ورأيهم علم وحلم ، إن ذكر الخير كانوا أوله وأهله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه .
أقبل رجل إلى السبط الحسن (ع).. فقال: يا ابن رسول الله. إن نفسي.. تدفعني إلى
المعاصي .. فعظني..
فقال له الإمام الحسن (ع): إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاتقي خمسة أشياء ثم اعص ماشئت
قال الرجل: و ماهي ...
قال الإمام الحسن (ع): إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه و اعص ماشئت..
فقال الرجل : سبحان الله..كيف أختفي عنه..وهو لا تخفى عليه خافية..
فقال الإمام الحسن (ع): سبحان الله.. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك.. فسكت الرجل .. ثم قال: زدني..
فقال الإمام الحسن (ع) : إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تعصه فوق أرضه و اعص ماشئت..
فقال الرجل: سبحان الله.. وأين أذهب.. وكل ما في الكون له..
فقال الإمام الحسن (ع): أما تستحي أن تعصي الله.. وتسكن فوق أرضه ؟
قال الرجل: زدني..
فقال الإمام الحسن (ع): إذا أردت أن تعصي الله.. فلا تأكل من رزقه و اعص
ماشئت ..
فقال الرجل: سبحان الله.. وكيف أعيش.. وكل النعم من عنده..
فقال الإمام الحسن (ع): أما تستحي أن تعصي الله.. وهو يطعمك ويسقيك.. ويحفظ عليك قوتك ؟
قال الرجل: زدني..
فقال الإمام الحسن (ع): فإذا عصيت الله.. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار..
فلا تذهب معهم و اعص ماشئت..
فقال الرجل: سبحان الله.. وهل لي قوة عليهم.. إنما يسوقونني سوقاً..
ورايكم يهمني